قد كنتُ أرقبكِ عامًا وأعواما
وكُنت أُورِدكِ بالذكر أيّاما
وكُنت أحكيكِ عن أخبار عائشة
عن فقهِهَا، وعن الأمجاد أعلاما
وكان كلّ مضيقٍ عند مطلعكِ
قد صار حُبّا وأفراحا وأنغاما :"
أسميتكِ قدوةً بالأمّ "عائشةً"
وكنتُ أبغيكِ أخلاقا وإسلاما ()
حتى تجبّر في الأرجاءِ طاغيةٌ
وبات يقتلُ من صلّى ومن صاما!
فأطلقَ -السكودَ- يومًا، كنت أرضعكِ
على المنازل إعداما وإجراما!
وطِرت عنّي، إلى الجنّاتِ صاعدةً
عصفورةً أنتِ، ياللشّكرِ همّاما :"
فاليوم أحملكِ يا طفلتي جسدًا
لا يبتغي "رضَعًا" لا يشك إيلاما
لا يُلقِ ضحكته إن هدّني ألمي
لا يملأ البيت سعدًا دام غمّاما
واهٍ! وأيّةُ بيتٍ عنه أُخبركم؟
عن قصة الأحجارِ أكواما وأكواما؟
أنا لست جازعةً بالفقد -وافرَحي-
فالله يحكم ذي الأقدار إبراما
لكنّني أحمل الإشفاق في جسدٍ
أعياه من سقَمٍ، عجزًا وأوراما
جسَدُ الأخوّة والإسلامُ يجمعكم
لم ينفع النوم من ذي قبلُ أقواما!
هاكم وصيّة أمٍّ، تأخذُ الوعضا
وعلّقوها على الأذهانِ إكراما:
أعْدِدْ لنفسكَ يوم السٌّؤلِ معذرةً
وكُن عطيّا لهذا الدين مقدامَا :"